أبو نواس من اشهر شعراء العصر العباسي وهو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
ونسرد لكم فيما يلي بعض من نوادره و طرائفه :
قال أبو نواس دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها . فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول
أســـهر ليــلي حــب تســنيم ~~ جاريــة فــي الحســن كـالبوم
كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ ~~ أو حزمــة مــن حــزم الثـوم
وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة ~~ أفــزعت منهــا ملــك الــروم
قال : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .
_____________________________________________________________________
اختبر الخليفة الأمين مرةً أبا نواس فقال له :
يا أبا نواس هل تصنع شعرا لا قافية له ..!!؟؟
قال أبو نواس :
نعم ، و صنع من فوره ارتجالَا
ولقد قلتُ للمليحة قُولي من بعيدٍ لمن يُحبكِ (مُچْ مُچ)
وما بين القوسين هو صوت القُبلة.
فأشارت بمعصمٍ ثم قالت من بعيدٍ خلاف قولي (نُچْ نُچْ)
وما بين القوسين هو صوت الامتناع والرفض بمعنى لا لا.
فتأملتُ ساعةً ثم إني قلتُ للبغل عند ذلك ( چُچ چُچْ )
وما بين القوسين هو صوت زجر البغل ليتحرك ويمشي
فتعجب جميع من حضر المجلس من حسن نظمه و وصله
الأمين و أجزل له الصلة .
________________________________________
شاهد الرشيد أبا نواس , وفي يده زجاجة من الخمر , فسأله : ماذا في يدك يا أبا نواس
فأجاب : زجاجة لبن يأمير المؤمنين .
فقال الخليفة: هل اللبن أحمر اللون
فقال : أحمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .
فأعجب الخليفة من بداهته , وعفا عنه
__________________________________________
قصة ابي نواس مع احد خلفاء زمانه ، فقد دخل على الخليفة وقتئذ وهو يريد ان ينشده قصيدة طامعاً في بعض المال ولكنه وجد الخليفة مشغولا بمداعبة احدى جواريه ، تسمى خالصة ، وكانت قد وضع على عنقها عقدا نفيساً ،ولم يعر الخليفة اي انتباه لما قاله ابونواس
فخرج ابونواس من عند الخليفة غاضباً صفر اليدين فتكب على باب الخليفة الاتي
لقد ضاع شعري على بابكم *** كما ضاع العقد على صدر خالصة
وانصرف
فرأت الجارية الكلام المكتوب فاردت ان توقع به فاسرعت للخليفة مشتكيةً ،فغضب الخليفة وارسل لابي نواس في الحال
وعندما حضر لبيت الخليفة كان يعلم الامر وما سيجري له ، لكن فطنت وذكاء ابو نواس انقذته فعندوصل الى الباب
مسح الجزء الادنى من حرف العين في كلمت (ضاع) قبل
ان يدخل فانقلب الشعر
لقد ضاء شعري على بابكم *** كما ضاء العقد على صدر خالصة
فبدل ان يعاقبه اكرمه لذكائه وفطنته
__________________________________________
"المكيدة الناجحة"
قيل: إن الرّشيد خرج يوماً إلى الصيد ومعه حاشيته وكان من بين أفراد الحاشية أبو نواس.
ثم ذهب كلٌّ إلى عمله المخصّص له، وبقي في الصيوان الذي ضُرب للخليفة: خادم الخليفة، وطاهي الطعام وكان يدعى فرحات وأبو نواس، ولمّا انتصف النّهار جاع أبو نواس جوعاً شديداً فأقبل على فرحات وقال: أطعمني الآن لأنني أكاد أموت من الجوع، فقال فرحات: لا أطعم أحداً حتى يعود أمير المؤمنين، فقال أبو نواس. يجب أن تطعمني لأنّني لا أستطيع الانتظار طويلاً، فأجابه: قلت لك إنّني لا أطعمك قبل أمير المؤمنين.
فقال أبو نواس: تأكّد بأنّك إذا لم تطعمني فسيأكيدّن لكّ كيداً موجعاً، فقال فرحات إفعل ما بدا لك .. فتركه أبو نواس، وقد أضمر له الشرّ .. وكان بالقرب من الصيوان بعض الأعراب الرُّحل، فذهب إليهم وقال: ألا تشترون مني غلاماً عربياً إذا قال لكم: أنا حر، فلا تصدّقوه، وإذا كنتم ستتركونه إذا قال لكم ذلك فأخبروني، كي لا أبيعه لكم، وأبحث عن غيركم، فقالوا له: لا نصدّقه مهما قال، ونشتريه منك على عيبه بهذه الناقة، فقال أبو نواس، قبلت الثمن، بارك الله لكم فيه، ثم ساق الناقة أمامه، والقوم خلفه، حتى وصلوا إلى حيث فرحات فأشار لهم عليه، وكان واقفاً أمام المرجل يهيّء الطعام لمولاه أمير المؤمنين فقال لهم أبو نواس: ها هو امسكوه. فتقدّم الأعراب وأمسكوه وقالوا له: يجب أن ترافقنا أيّها المبارك فقد باعك لنا مولاك، فصاح بهم فرحات: ويلكم، أنا حرٌّ لا أباع، وهذا رجل منافق كذّاب، فقال له رئيسهم: ويحك يا رديء الطبع، إن هذا الذي تقوله الآن قد حذّرنا منه مولاك قبل أن نشتريك منه، هيّا معنا، وإلاّ أخذناك قسراً وضربناك بالسّياط، فأبى أن ينصاع لهم .. فجعل أحدهم الحبل في عنقه وربطوه كما تربط الماشية وجروه بعنف، وهو يصرخ ويصيح ويقول لهم: اتركوني، إنّ هذا الخبيث الذي باعني لكم كذّاب مهزار ليس له هنا أيُّ شيء، فقالوا له، ويلك أيها العبد العنيد، هيّا ... تعالَ معنا .. وصاروا يسحبونه بالقوة وهو يمتنع من الذَّهاب معهم أشدّ الامتناع، وبينما هم كذلك، إذا بأمير المؤمنين مقبل من الصيد، فلمّا سمع الضجّة سأل عن الخبر، فأخبروه أن أبا نواس باع فرحات لبعض الأعراب، فضحك حتى كاد يسقط عن جواده، وقال: لا بارك الله في أبي نواس.
ثمّ تقدم من الأعراب وقال لهم: اتركوا هذا الغلام وخذوا ناقتكم وفوقها ألف درهم .. إنّه حرٌّ لا يباع، وكلُّنا نشهد بذلك، فأخذ الأعراب الناقة والدراهم وانصرفوا، وفكَّ رباط فرحات وأبو نواس واقف يضحك منه، ولمّا عاد الخليفة إلى بغداد من رحلته، سأل أبا نواس عمّا حمله على أن يفعل بفرحات هذا الفعل، فقال: الجوع يا أمير المؤمنين، لقد أقسمت أن أنتقم منه لأنه لم يطعمني، فبالله سلْهُ هل اغتاظ أم لا؟، فقال الرشيد: وإذا كان غير مغتاظٍ منك فماذا أنت صانع؟ فأجاب: أصنع معه أ:ثر ممّا صنعت، وأقسم برأس أمير المؤمنين على ذلك، ولا أحنث بهذا القسم أبداً، فقال فرحات: عفواً يا أمير المؤمنين، احمني منه، إنه يقول ويفعل، فضحك الخليفة منهما وأمر لكلّ واحدٍ منهما بجائزة.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
ونسرد لكم فيما يلي بعض من نوادره و طرائفه :
قال أبو نواس دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها . فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول
أســـهر ليــلي حــب تســنيم ~~ جاريــة فــي الحســن كـالبوم
كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ ~~ أو حزمــة مــن حــزم الثـوم
وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة ~~ أفــزعت منهــا ملــك الــروم
قال : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .
_____________________________________________________________________
اختبر الخليفة الأمين مرةً أبا نواس فقال له :
يا أبا نواس هل تصنع شعرا لا قافية له ..!!؟؟
قال أبو نواس :
نعم ، و صنع من فوره ارتجالَا
ولقد قلتُ للمليحة قُولي من بعيدٍ لمن يُحبكِ (مُچْ مُچ)
وما بين القوسين هو صوت القُبلة.
فأشارت بمعصمٍ ثم قالت من بعيدٍ خلاف قولي (نُچْ نُچْ)
وما بين القوسين هو صوت الامتناع والرفض بمعنى لا لا.
فتأملتُ ساعةً ثم إني قلتُ للبغل عند ذلك ( چُچ چُچْ )
وما بين القوسين هو صوت زجر البغل ليتحرك ويمشي
فتعجب جميع من حضر المجلس من حسن نظمه و وصله
الأمين و أجزل له الصلة .
________________________________________
شاهد الرشيد أبا نواس , وفي يده زجاجة من الخمر , فسأله : ماذا في يدك يا أبا نواس
فأجاب : زجاجة لبن يأمير المؤمنين .
فقال الخليفة: هل اللبن أحمر اللون
فقال : أحمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .
فأعجب الخليفة من بداهته , وعفا عنه
__________________________________________
قصة ابي نواس مع احد خلفاء زمانه ، فقد دخل على الخليفة وقتئذ وهو يريد ان ينشده قصيدة طامعاً في بعض المال ولكنه وجد الخليفة مشغولا بمداعبة احدى جواريه ، تسمى خالصة ، وكانت قد وضع على عنقها عقدا نفيساً ،ولم يعر الخليفة اي انتباه لما قاله ابونواس
فخرج ابونواس من عند الخليفة غاضباً صفر اليدين فتكب على باب الخليفة الاتي
لقد ضاع شعري على بابكم *** كما ضاع العقد على صدر خالصة
وانصرف
فرأت الجارية الكلام المكتوب فاردت ان توقع به فاسرعت للخليفة مشتكيةً ،فغضب الخليفة وارسل لابي نواس في الحال
وعندما حضر لبيت الخليفة كان يعلم الامر وما سيجري له ، لكن فطنت وذكاء ابو نواس انقذته فعندوصل الى الباب
مسح الجزء الادنى من حرف العين في كلمت (ضاع) قبل
ان يدخل فانقلب الشعر
لقد ضاء شعري على بابكم *** كما ضاء العقد على صدر خالصة
فبدل ان يعاقبه اكرمه لذكائه وفطنته
__________________________________________
"المكيدة الناجحة"
قيل: إن الرّشيد خرج يوماً إلى الصيد ومعه حاشيته وكان من بين أفراد الحاشية أبو نواس.
ثم ذهب كلٌّ إلى عمله المخصّص له، وبقي في الصيوان الذي ضُرب للخليفة: خادم الخليفة، وطاهي الطعام وكان يدعى فرحات وأبو نواس، ولمّا انتصف النّهار جاع أبو نواس جوعاً شديداً فأقبل على فرحات وقال: أطعمني الآن لأنني أكاد أموت من الجوع، فقال فرحات: لا أطعم أحداً حتى يعود أمير المؤمنين، فقال أبو نواس. يجب أن تطعمني لأنّني لا أستطيع الانتظار طويلاً، فأجابه: قلت لك إنّني لا أطعمك قبل أمير المؤمنين.
فقال أبو نواس: تأكّد بأنّك إذا لم تطعمني فسيأكيدّن لكّ كيداً موجعاً، فقال فرحات إفعل ما بدا لك .. فتركه أبو نواس، وقد أضمر له الشرّ .. وكان بالقرب من الصيوان بعض الأعراب الرُّحل، فذهب إليهم وقال: ألا تشترون مني غلاماً عربياً إذا قال لكم: أنا حر، فلا تصدّقوه، وإذا كنتم ستتركونه إذا قال لكم ذلك فأخبروني، كي لا أبيعه لكم، وأبحث عن غيركم، فقالوا له: لا نصدّقه مهما قال، ونشتريه منك على عيبه بهذه الناقة، فقال أبو نواس، قبلت الثمن، بارك الله لكم فيه، ثم ساق الناقة أمامه، والقوم خلفه، حتى وصلوا إلى حيث فرحات فأشار لهم عليه، وكان واقفاً أمام المرجل يهيّء الطعام لمولاه أمير المؤمنين فقال لهم أبو نواس: ها هو امسكوه. فتقدّم الأعراب وأمسكوه وقالوا له: يجب أن ترافقنا أيّها المبارك فقد باعك لنا مولاك، فصاح بهم فرحات: ويلكم، أنا حرٌّ لا أباع، وهذا رجل منافق كذّاب، فقال له رئيسهم: ويحك يا رديء الطبع، إن هذا الذي تقوله الآن قد حذّرنا منه مولاك قبل أن نشتريك منه، هيّا معنا، وإلاّ أخذناك قسراً وضربناك بالسّياط، فأبى أن ينصاع لهم .. فجعل أحدهم الحبل في عنقه وربطوه كما تربط الماشية وجروه بعنف، وهو يصرخ ويصيح ويقول لهم: اتركوني، إنّ هذا الخبيث الذي باعني لكم كذّاب مهزار ليس له هنا أيُّ شيء، فقالوا له، ويلك أيها العبد العنيد، هيّا ... تعالَ معنا .. وصاروا يسحبونه بالقوة وهو يمتنع من الذَّهاب معهم أشدّ الامتناع، وبينما هم كذلك، إذا بأمير المؤمنين مقبل من الصيد، فلمّا سمع الضجّة سأل عن الخبر، فأخبروه أن أبا نواس باع فرحات لبعض الأعراب، فضحك حتى كاد يسقط عن جواده، وقال: لا بارك الله في أبي نواس.
ثمّ تقدم من الأعراب وقال لهم: اتركوا هذا الغلام وخذوا ناقتكم وفوقها ألف درهم .. إنّه حرٌّ لا يباع، وكلُّنا نشهد بذلك، فأخذ الأعراب الناقة والدراهم وانصرفوا، وفكَّ رباط فرحات وأبو نواس واقف يضحك منه، ولمّا عاد الخليفة إلى بغداد من رحلته، سأل أبا نواس عمّا حمله على أن يفعل بفرحات هذا الفعل، فقال: الجوع يا أمير المؤمنين، لقد أقسمت أن أنتقم منه لأنه لم يطعمني، فبالله سلْهُ هل اغتاظ أم لا؟، فقال الرشيد: وإذا كان غير مغتاظٍ منك فماذا أنت صانع؟ فأجاب: أصنع معه أ:ثر ممّا صنعت، وأقسم برأس أمير المؤمنين على ذلك، ولا أحنث بهذا القسم أبداً، فقال فرحات: عفواً يا أمير المؤمنين، احمني منه، إنه يقول ويفعل، فضحك الخليفة منهما وأمر لكلّ واحدٍ منهما بجائزة.
1 التعليقات :
أين تجد هذه الطرائف؟؟يمكنك أن تشارك معي اسم الكتاب الذي يتحدث عنها؟؟
شكرا وبارك الله فيك