علي ابن الجهم يصف المتوكل بالكلب و التيس و الدلو

من هو علي ابن الجهم ؟

علي ابن الجهم هو احد شعراء العصر العباسي عاصر ابن تمام  ارجح الاقوال انه ولد عام 188 هجرية و توفي عام 863 م .
عاصر علي ابن الجهم الخليفة المتوكل و هو بداية ضعف الدولة العباسية و سقوطها في ايدي التتار



مدح ابن الجهم ومدحة للمتوكل ؟
  
نشأ علي ابن الجهم في بيئة صحراوية قاسية فكان لها أثرها علي شعره فنشأ قاسيا في الفاظة رغم قوة شعره و رقة معانية 
روى محيي الدين بن لعربي ان علي ابن الجهم دخل يوما على الخليفة المتوكل ليمدحة فقال فيه :


أنت كالكلب في حفاظك للود        و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دولا         من كبار الدلا كثير الذنوب 

 
وكثير الذنوب هنا بمعنى كثير السيلان بسبب الامتلاء

فما كان من الحاضرين و الحاشية الا ان اجمعوا على ضربه, لكن المتوكل فطن الى ان طبيعة البيئة التي نشأ بها علي ابن الجهم هي السبب في قسوة ألفاظة فقال اتركوه .

ثم أمر الخليفة له ببيت
في بستان قريبا من الرصافة وهي مدينة عند جسر بغداد. وكان تلك المنظقة خضراء يانعة، وفيها سوق، وكان علي بن الجهم يرى الناس والسوق والخضرة والنضرة، والجمال في ذلك الحي.

فهل تأثرت ألفاظ علي ابن الجهم بتغير البيئة التي يعيش فيها ؟




بالطبع فبعد فترة من الذمن بعد أن تأقلم علي ابن الجهم على المكان الجديد دعاه المتوكل و جمع الناس وقال له انشدنا شعرا فقال قصيدة من أروع ما قال : قال فيها




عيون المها بين الرصافة و الجسر        جلبن الهوى من حيث أدري و لا أدري



وهي قصيدة قوامها 56 بيت جاء فيها ايضا :

وصفة لحبيبته
وبتنا على رغم الحسود كأننا           خليطان من ماء الغمامة و الخمر


 وقال عن حين سألته محبوبته هل انت شاعر
فقلت اسأت الظن بي لست شاعراَ      وان كان احيانا يجيش بي الصدر

وقال فيها ايضا
فما كل من قاد الجياد يسوسها    ولا كل من اجرى يقال له مجري!


و قال فيها ايضا يمدح كرم المتوكل
ومن قال ان البحر و القطر أشبها    يداه فقد أثنى على البحر و القطر

 بعد ان فرغ من القائها اصيب الجميع بالدهشة من روعة الكلام و الفارق الكبير بين ما قاله سابقا و ما يقوله الان فنظروا الى المتوكل فوجدوه صامتا قالوا ما بالك يا أمير المؤمنين فقال :
"أخشى عليه ان يذوب رقة "

0 التعليقات :

Blogger Template By: Bloggertheme9